أمي ....يتعثر بالدرب ... يسقط ... يصرخ ... فيبكي ... فيتولع الطفل الذي بداخله إشتياقاً لصدر أمه ...
ليرتمي بين ذراعيها ولو لحظه ..
يلتمس في أخضانها الدفء والحنان ... يندم ليتني يأمي عشت في أحشائك طوال عمري ...
ليت ضلوعك حينها ظلت تحتجزني في أحشاءك بين دمك وشرايينك بين عروق جسدك ...
ليتني لم أصارع للبقاء .. للحياة
ليت دمك الذي غذيتني به حينها جف في أعماقي ...
حبيبتي أمي .....
أنا لست إلا طفل يرتجف برداً في أحضان القدر ..
تتساقط قطرات المطر فتعلم بجسده ...
هناك قرب الحائط كنت أجلس في حي يشكو من الخوف وفقدان الأمان ....
حاولت انا ابقى كما انا ولكن سرعان ما تحول الحي إلى غابه غاباً تستعبد كل من يحاول الإقتراب من أسوارها الحديديه ... فقررت ان أصبح مثلهم ...
فعشت في قضبان من نار تحرق لهيبها ضلوعي وتبعثر قوة إرادتي ..
انا روح وجسد ...
انا طفل ارتمى في الشوارع .. يصرخ .. جوعاً .. ألماً ... عطشاً... يريد أن يرتوي من صدر أمه..
يخاطبني القدر من انت ؟؟؟
انا صفحه من كتابك ...
انا طفل تعلم الحرمان من عذابك ....